معهد الخوئي | Al-Khoei Institute

معهد الخوئي | Al-Khoei Institute
  • الإمام الخوئي
  • المكتبة المرئية
  • المكتبة الصوتية
  • المكتبة
  • الاستفتاءات

السيد عبد المجيد الخوئي - المقابلات


 

اقتراح على شيخ الازهر تأسيس كلية الاجتهاد لتدريس جميع المذاهب الاسلامية 

الامين العام لمؤسسة الخوئي في لندن: 

اقترحنا على شيخ الازهر تأسيس كلية الاجتهاد لتدريس جميع المذاهب الاسلامية 

لندن ـ معد فياض 

كشف السيد عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن عن ان الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الازهر كان يتلقى دروساً ومحاضرات على يد والده الامام ابو القاسم الخوئى في الحوزة العلمية في مدينة النجف وذلك خلال الاعوام من 1966 وحتى 1986، عندما كان الشيخ الطنطاوي طالباً في جامعة البصرة. 

جاء ذلك خلال حديث الخوئي لـ (الشرق الاوسط) عن فكرة تأسيس كلية الاجتهاد ضمن تشكيلات جامعة الازهر في القاهرة والتي تمت مناقشتها مع الشيخ طنطاوي على هامش مشاركته في المؤتمر العام الثالث عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الذي عقد في القاهرة اخيراً. وقال ان واحدة من المسائل المختلف عليها قديماً بين المذاهب الاسلامية هي موضوع جواز الاجتهاد من عدمه في الاحكام الشرعية، الاجتهاد يكون في الفروع واستنباط الاحكام من الاصول والقواعد الاساسية الثابتة في الدين الاسلامي من خلال المصدرين الاساسيين الكتاب والسنة. 

وأكد الخوئي الذي كان قد ولد وترعرع ودرس في النجف، على اهمية فتح باب الاجتهاد، وقال انه بتجدد الاحكام واستحداث الوقائع التي ينبغي على المسلمين معرفة حلالها من حرامها، فان هناك واقعاً فرض نفسه بقوة لضرورة فتح باب الاجتهاد للعلماء، مشيراً الى ان الشيخ الطنطاوي نفسه الف كتاباً بعنوان "الاجتهاد" والشيخ يوسف القرضاوي يطل على المسلمين اسبوعياً ويفتي والناس تتبع آراءه. 

واشار الى ان لا احد يشك في اجتهاد الشيخين الطنطاوي والقرضاوي حتى وان اختلفا فيما بينهما، لكن المشكلة انه لو بقيت المسألة على هذا الاساس من دون وجود ضابط معين ونظام خاص ومدروس يحدد ويعرف من هو المجتهد الذي يحق له الادلاء بالرأي الشرعي وفق الموازين والقواعد المستنبطة من الاصول العامة، فان ثمة ما يهدد الدين الحنيف. 

واضاف الخوئى ان ما يفعله بعض العلماء او رجال الدين الاسلامي في مناطق مختلفة من البلاد الاسلامية بخلطهم المسائل الدينية بالسياسية، وما يفعله مثلاً القائمون على حكومة طالبان في افغانستان وما يطبقون بأسم الدين، تجعل من الضرورة عدم ترك الامور كما هي، حيث يمكن حصول خلط وشرخ كبيرين بين آراء العلماء، وبالتالي توليد شك اكبر لدى عموم المسلمين بموضوع الحكم الديني، حيث تتضارب الآراد الى حد التناقض وكل يدعي انه مجتهد يحق له الادلاء برأيه حتى من غير المتخصصين والمؤهلين. 

واضاف الى ان هذه  الكلية سيكون هدفها تأهيل رجل الدين الذي من الضروري ان يستعرض ويدرس آراء جميع علماء المسلمين ومن مختلف المذاهب ما يعطي الطالب افقاً اوسع للمعلومات ويسمح له بمقارنة ادلة كل منهم، مشيراً الى جانب مهم من وراء كل هذا الا وهو موضوع التقريب بين المذاهب التي نعتقد بانها ضرورة دينية بالاضافة الى كونها حقيقة ملحة تفرض نفسها على واقع المسلمين المعاش. 

وقال ان الامة الاسلامية اليوم مثخنة بالجراح من قبل اعداء الدين الحنيف والمتربصين بأبناء هذا الدين من الخارج مضافاً اليهم بعض من يعمل في ذات الاتجاه من داخل الدين الاسلامي ولو من دون معرفة حقيقية بنتائج ما يقومون به، حيث يعمل البعض على اثارة النعرات الطائفية المقيتة محاولاً اشغال المسلمين ببعضهم بعضاً. 

وشدد الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية على موضوع التقريب بين المذاهب الاسلامية، حيث تعمل المؤسسة بهذا الاتجاه، وقال ان عملية التقريب بين المذاهب تأتي في مقدمة اولويات وضرورات المسلمين في العالم، وان معظم الخلافات المرسومة والمصورة في اذهان البعض هي ناتجة اما عن تعصب وتطرف وتشدد واما ناتجة عن الجهل بالطرف الآخر. 

وقال انه عندما تكون هناك كلية للاجتهاد تحت قبة الازهر تتعرض الى آراء الجميع عن واقع معرفة صحيحة، تتصدى لمعظم التصورات التي كانت مأخوذة خطأ ومستقرة في الاذهان، من جهة اخرى تكون هذه الكلية مركزاً للقاء وتبادل المعلومات والتعايش المباشر بين مختلف علماء المذاهب الاسلامية مما يوطد علاقات الاخوة الايمانية فيما بينهم. واوضح ان الكثير من علماء المسلمين الشيعة ورجال الدين في الحوزة العلمية في النجف كانوا يترددون على الازهر الشريف باستمرار وان الكثير منهم درس وتعلم وتخرج من الازهر مفتخراً ومعتزاً بهذه الجامعة. 

وكشف ان شيخ الازهر ذاته الدكتور محمد سيد طنطاوي كان قد تعرف على الامام ابوالقاسم الموسوي الخوئي في النجف وحضر بعض مجالس بحثه ودرسه واخذ منه العلم. 

وقال الخوئي كم هو جميل عندما علمت بذلك، حيث اخبرني الشيخ الطنطاوي في لقائنا الاخير في مكتبه بالازهر انه عندما كان طالباً في جامعة البصرة سافر الى النجف والتقى بوالدي الامام ابو القاسم الخوئي وطلب منه حضور مجالس درسه وبحثه يومي الخميس والجمعة وان والدي كان قد وافق على ذلك وبدأ باعطائه الدروس في بيتنا وذلك خلال الاعوام بين 1966 وحتى 1986. 

واضاف ان الشيخ الطنطاوي اشاد بالامام الخوئي رحمه الله ووصفه بـ (شيخي واستاذي الذي اخذت منه العلم واستفدت منه كثيراً وخاصة في مجال تفسير القرآن الكريم). وقال الخوئي: (وكم كان جميلاً حقاً عندما زارنا الشيخ الطنطاوي في مؤسسة الامام الخوئي في لندن عام 7991م والتقى بعلماء المسلمين من الشيعة واستمع وتحدث اليهم، كما زارنا وكيل الازهر وقتذاك الشيخ فوزي الزفزاف واطلع عن قرب على نشاطات وخدمات المؤسسة). 

ــ نقلاً عن صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، الصادرة بتاريخ 11/7/2001

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

حوار الاديان 

 بدعوة من المركز الثقافي الاسلامي في مسجد ريجنت بارك ومؤسسة الامام الخوئي الخيرية والكلية الاسلامية، اقيم بتاريخ 3/9/2001 حفل استقبال لرئيس الكنيسة الانكليزية الاسقف جورج كيري في مركز التراث الثقافي الاسلامي بلندن. حضر الاحتفال عدد من ابناء الجالية الاسلامية في بريطانيا بالاضافة الى سفراء وممثلين عدد من الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى انكلترا، وعدد كبير من رؤساء الكنيسة في بريطانيا وعدد من مسؤولي وزارة الداخلية البريطانية.  

القيت في الحفل كلمات من قبل ممثلي المؤسسات الداعية للحفل وهم كل من السيد احمد ذبيان والسيد يوسف الخوئي والدكتور زكي بدوي، ركزوا فيها على اهمية الحوار الهادف بين الاديان السماوية والدور المرجو من الكنيسة في الاضطلاع بشكل اكبر اتجاه قضايا المسلمين.  

وفي كلمة الشكر تحدث رئيس الكنيسة عن تجربته الطيبة مع المسلمين في ايام شبابه عندما قضى فترات طويلة في مصر والعراق، ووعد في كلمته ببذل جهود كبيرة لتطوير الحوار الاسلامي المسيحي. وطلب كذلك من الداعين المساهمة في هذا المجال. 

وفي ختام الحفل وبأسم المسؤسسات الاسلامية الداعية له سُلمت هدية معبرة هي عبارة عن كتابين يحكيان وبالصور الملونة الاثار الاسلامية في القدس الشريف.

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

حوار الحضارات 

التقى يوم 2000/4/20 وفد المؤسسة برئاسة السيد عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية في نيويورك بالسفير جياندومينيكو بيكو ممثل الأمين العام لمؤتمر "حوار الحضارات" الذي ستعقده الامم المتحدة في العام القادم، وجرى تبادل الآراء والتباحث حول دور المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدينية والثقافية والانسانية في إثر الحوار بين الثقافات التي تفضي الى الحد من التطرف والحروب والنزاعات في العالم، كما تطرق الى كيفية عمل الهيئة الدولية ودورها في النشاطات اللازمة لعام 2001 الذي اعتبر من قبل الامم المتحدة عام "حوار الحضارات". 

وقد وجه السيد الخوئي دعوة الى السفير بيكو لحضور مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي من المقرر عقده في برلين بالمانيا في بداية شهر تموز (نوليو) القادم، بأعداد وتنظيم كل من مؤسسة الامام الخوئي الخيرية ورابطة العالم الاسلامي والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو)، وقد رحب السيد بيكو بالدعوة، ووعد بالحضور والمشاركة في اعمال المؤتمر بكلمة موجهة من قبل السيد كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة، وحضر اللقاء من جانب المؤسسة كل من السيد محسن الخلخالي مدير مكتب الامانة العامة والسيد نديم كاظمي ممثل المؤسسة في الامم المتحدة ضمن المنظمات غير الحكومية.

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

عن أوضاع المسلمين في الغرب  

عبد المجيد الخوئي يتحدث عن أوضاع المسلمين في الغرب وعن حوارالأديان والمذاهب. 

معظم الذين يتحدثون أو يجلسون مع السيد عبد المجيد الخوئي الأمين العام لمؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، يخرجون بنتيجة تقودهم الى أنه: شاب واعي، طموح يتحرك بإتجاهات عديده ومتوازية تصب في خدمة الدين والقضية التي يؤمن بها...  

أما أولئك الذين لم يعرفوه عن كثب، ولم يلتقوه وانما يكتفون بالسماعيات، فانهم لايتحدثون الا عن الاشاعات (وما اكثرها) التي تدور حوله، وحول اتجاهاته وعلاقاته السياسية الواسعة في العالم، والتي لم يتردد هو الآخر عن كشفها والحديث عنها في تلك الصحيفة أو في ذلك اللقاء وبكل صراحة. 

ولأن طبيعة عملي تجعلني كثير اللقاء به، ودائماً ما اتحدث معه حول الموضوعات المطروحة على الساحة الاسلامية أو غيرها، سياسية كانت ام دينية العراقية منها او العربية ففي كل لقاء اكتشف شيئاً جديداً، حيث انفتاحه الواسع وايمانه المطلق بحرية التعبير ما يجعلني لا أتردد في ان اسأله اي سؤال كان، وهو الآخر لايضع خطوطاً حمراء على اي موضوع، بل قد يصل به الامر في أن يطرح افكاراً قد تكون غير قابلة للنشر! 

وهذا النهج في التعامل جعل من العاملين معه أن تكون لهم مركزية خاصة في عملهم لايتدخل فيها شخصياً كونه مؤمن بنظام العمل المؤسساتي حيث يقول عن هذا النهج (من يراد منه مسؤلية ما ينبغي إعطائه الصلاحيات اللازمه).  

وعندما طلب مني الاستاذ سعد البزاز رئيس تحرير مجلة الزمان الجديد أن أجري حواراً معه، عرضت عليه الامر فلم يفكر ملياً وقال لي: نحن يومياً نتحدث، فعن ماذا تريد أن يكون هذا اللقاء، فقلت له ليكون حديثاً خاصاً عن وضع المسلمين في الغرب وعن حوار الاديان السماوية والمذاهب الاسلامية، وهذا ما تم فعلاً خلال ساعتين من الحديث المتواصل في احدى عطل نهاية الاسبوع حيث كان الحوار التالي: 

ما هو موقع الدين الإسلامي بين الاديان الاخرى في الغرب عموماً وبريطانيا بالخصوص؟ 

الدين الاسلامي في الغرب وفي بريطانيا بالخصوص يعتبر ثاني اكبر الاديان بعد المسيحية واكثر الاديان الاخرى سرعة في الانتشار خصوصاً في المجتمعات الغربية المضطهده نوعاً ما ثقافياً او اجتماعياً أو حتى من خلال التمييز في اللون وفي العرق، وكذلك بين أبناء المجتمعات  المحافظة لما يلمسوه من انحلال في الخلق وتفكك الاسرة، وهناك توجه كبير نحو الدين الاسلامي من خلال التصوف والروحانية بالاضافة الى التوجه والاعتناق من خلال المطالعة والبحوث وترجمة بعض الكتب من اللغات الاسلامية الى اللغات العالمية الحية مثل الانكليزية و  الفرنسية وغيرهما، والدعوات التي يقوم بها المسلمون في الجامعات والمحافل الاجتماعية الاخرى، فلله الحمد وضع وموقع الدين الإسلامي هو انه اكبر واكثر الاديان حيوية ونشاطاً وتفاعلاً في المجتمعات الغربية. 

س/ إذن هل الدين الاسلامي معترف به رسمياً في بريطانيا؟ 

الاعتراف الرسمي في بريطانيا يتم على اساس انحصاره فقط بالدين المسيحي، ولكن وبحسب القوانين الرسمية البريطانية هناك فرصة لاعطاء وإفساح المجال أمام الديانات الاخرى، فالمعتقدات بل وحتى الانتماءات حتى غير الدينية، حريتها مكفوله لجميع المواطنين والمقيمين وحتى المسافرين، فاعتراف رسمي للإسلام بحسب القانون غير موجود، لان الاعتراف الرسمي للأديان أساسا غير موجود في بريطانيا، فلا يمكن اعتبار الدين الاسلامي أو اليهودي أو غيرهما من الاديان رسمية او غير رسمية، لكن عملياً بالتعامل والتعاون والتفاعل والتشاور والتنسيق الموجود والاهتمام الحاصل من قبل كثير من الدوائر البريطانية مع ابناء المسلمين، وبالخصوص المؤسسات والمراكز الاسلامية العاملة بالساحة حيث هناك تعامل وتعاون حقيقي على ارض الواقع ومعترف به، وهذا أدل دليل على اعترافهم بحيوية الاسلام وسرعة انتشاره واهميتة. 

س/ هل حاولتم كمؤسسة مناقشة الحكومة البريطانية بالحصول على الاعتراف الرسمي؟ 

حاولنا ذلك ولا زلنا مع الاتحاد الاوروبي والحكومة البريطانية للحصول على سن قانون على غرار قانون (معاداة السامية) للحفاظ على وضع المسلمين وعدم تجرّي الاعداء لتوجيه التهم والاباطيل وتشويه السمعة للنيل من الاسلام الحنيف، ونرجو مخلصين من جميع الحكومات والهيئات والمؤسسات والشخصيات الاسلامية في العالم العمل على ذلك والتعاون والتنسيق للحصول على هذا الحق، خصوصاً وأن الاتحاد الاوروبي لا زال في طور وضع القوانين المشتركة بين أعضائها. 

س/ من خلال كلامكم هل يمكن أن نقول : لايوجد عداء غربي للاسلام بعكس ما هو مشاع؟ 

العداء الغربي للاسلام غير الاعتراف الرسمي، العداء الغربي للاسلام بأعتقادي هو من قبيل العداء بين اي طرفين ينشأ بداية بسبب الجهل بالآخر، وبعد ذلك قد ينشأ من خلال تصادم المصالح فيما بينها، أما من ناحية تعميم الفكرة فانه غير صحيح أن يقال : (ان هناك عداء غربيا للاسلام).  

نعم هناك بعض الغربيين يعادون الاسلام، ويتم هذا من خلال التوجهات الفكرية السياسية، أو من خلال السيطرة وتصورهم بتهديد بعض مصالحهم وتعريضها للخطر، كما يمكن أن ينشأ العداء ممن يدعون الى اظهار العداء الغربي للاسلام بسبب خلافات داخلية بين ابناء الغرب واحزابهم فهي (مزايدات سياسية) كما هو حاصل في المانيا بسبب وجود العنصرية الالمانية، ضد كل من وما هو غير الماني، فكيف بالمسلمين؟! تستغل هذه المسألة بعض الاحزاب للترويج لأفكارها، كما انه هناك ظاهرة جديدة برزت بوضوح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عرفت بنظرية «صراع الحضارات»، التي ابتدعها وخلقها ونظر لها المفكر اليهودي الامريكي صاموئيل هانتنغتون، على اساس انه لا بد للغرب وفي مقدمته امريكا، بل لابد لاي مجتمع كي يعيش ويتطور أن يواجه منافساً آخر، ولنسميه عدواً آخر، فكانت فترة النصف الاخير من هذا القرن مواجهة سوفيتية ـ امريكية، وبأنهيار الاتحاد السوفياتي حاول هذا الشخص خلق صراع اسلامي ـ غربي. 

والحقيقة بقدر ما الفكرة هشة وضعيفة وغير مبنية على منطق سليم يرفضه بداهية العقل الانساني، بالاضافة الى النظريات والمقالات التي ردوا فيها نظرية صراع الحضارات، فأنها استبدلت بحوار الحضارات وحوار الاديان والمجتمعات وتفاعل وتكامل الثقافات المتعددة، وحيث أساس الحضارة الانسانية عامة لايمكن حصرها بأصحاب معتقد أو دين معين أو اصحاب ثقافة معينة، وانما هي نتيجة تراكم وتفاعل وتداخل جميع هذه الثقافات والمعتقدات التي تشكل الظاهرة الانسانية بما هي انسانية في عالمنا اليوم، مما دعا لصاحب النظرية العدائية نفسه أن يسحب رأيه ويعترف بالتكامل الحضاري بدل الصراع، ثم أن الديانات أو الثقافات الموجودة في العالم كثيرة جدا ولا يعقل حصر المواجهة بالاسلام وأمريكا، فهناك الصين والهند واليابان وأفريقيا و... حضارات وأديان. 

خلاصة ليس هناك عداء غربي بشكل عام للإسلام، نعم لا ننكر أن هناك (كما ذكرت) جهات تحاول أن تثير هذه النعرة، أو تستغل هذه الفكرة لمصالحها وتفكيرها الضيق وممكن أن تكون لاسباب داخليه اكثر مما هي خارجية بسبب منافسات حزبية سياسية ترنو الى السلطة في اي بلد اوروبي. 

نعم، الصراع الثقافي والحضاري والمنافسة بين المختلفات أمر قائم فعلا، وذلك حتى في موضوع طرح مسألة الحوار، فانه لايكون إلا عند وجود الاختلاف، ولكن هذا هو غير الصراع والصدام المقصود في النظرية المطروحة بين الاسلام والغرب، كما أن الصراع قائم بالفعل بين الغربيين أنفسهم، والخلافات القائمة اليوم بين الاتحاد الاوروبي وأمريكا، وبين الاوروبيين أنفسهم، ما هو إلا مظهر واضح للإختلاف والصراع للبقاء وتأمين المصالح المنظورة لكل طرف. 

< على ذكركم نظرية صدام الحضارات، ونحن على اعتاب القرن الجديد، ماذا اعددتم لمواجهة هذا القرن وهل المسلمين على استعداد لمواجهة تلك التحديات؟ 

لنكن أكثر صراحة، يؤسفني أن أقول بأن المسلمين بصورة عامة غير مؤهلين لدخول القرن الجديد بالمقارنة مع الأخرين ومقوماتهم، ولكن حتى لا نكون بعيدين عن الواقع أيضا، يمكن وضع كثير من النقاط التي من خلالها طور المسملون أعمالهم، ونظموا كثيراً من وضع مجتمعاتهم، وحتى في زيادة الوعي الاسلامي في بلدانهم عن وضعهم في الغرب. فقد اختلف كثيراً عن ما كان عليه في الخمسينات والستينات من هذا القرن، فمسألة التعددية وحرية الاعتقاد والحوار والتقارب بين المذاهب ومسألة حقوق المرأة، وحقوق الانسان والدفاع عن الاقليات والمطالبة بالحقوق الانسانية، وتنظيم المجتمعات والانتخابات والبرلمانات وتأسيس المؤسسات و ... كلها أفكار يُبنى على اساسها التطور المدني في العالم الغربي، فيمكن القول بأن العرب والمسلمين خرجوا من هذا القرن والحمد لله قد توفقوا في ذلك الى حد كبير، وما يخيف وضعنا في دخول القرن الجديد هو عدم تطبيق تلك الافكار وعدم شيوعها وعدم الالتزام بها من منظورها الاسلامي وبشكل لائق وكذلك تأخرنا في مجال التطور التكنولوجي، فنحن غير مؤهلين علمياً حيث تبقى صفة الأمية ملازمة للمسلمين مقارنةً بالغربيين في هذا المجال، فالتعليم وطريقة الاتصال اليومي من كمبيوتر وانترنت ووسائل حديثة اخرى لم نصل فيها حتى الى الدرجة الرابعة من الهرم التطوري الذي وصل إليه أبناء الغرب. ولهذا سيواجه المسلمين مشكلة اساسية في بداية القرن هي بتصوري مشكلة التعليم والاتصال من خلال التكنلوجيا المتطورة. 

أما الأمل والطموح والتفكير فقد عملت كثير من المؤسسات والمراكز الاسلامية بالاضافة الى عدد من الحكومات الاسلامية بالتنسيق والتعاون فيما بينها، وحث القائمين على تلك المرافق الحيوية بالعمل على تكاتف الجهود وتبادل الخبرات مع بعضهم البعض والتنسيق في مجال التعامل فيما بينهم والأخرين مما يقوي شوكتهم لمواجهة اي مشكلة سوف تعترضهم في بداية القرن الجديد. وكُتب في هذا المجال الكثير وبُحث في أكثر من ندوة أو مؤتمر منها دعوة الى تدريب مجموعات كبيرة من العاملين في المراكز الاسلامية سواء للتنظيم والادارة أو التبليغ. وحتى لايختلط الامر على بعضهم من ان الصورة المستقبلية للمسليمن قاتمة او ان هذا يوجب التقليل من شأن الحضارة الاسلامية، فيجب التنبيه الى ان هناك فرقا كبيرا بين الحضارة والمدنية ينبغي الالتفات اليه، فتخلفنا مدني وليس هو تخلف حضاري. 

ونحن على أبواب القرن الجديد فأن لكل مجال من مجالات الحياة وعلومها اختصاص، وللاسف المسلمون بعيدون عن هذه المجالات والاختصاصات، وكل يعتبر حاله أفضل من الآخرين وفي جميع المجالات وبالخصوص في وضع التبليغ الديني. 

هل يمكن إعطاؤنا أمثلة على بعض تلك النقاط؟ 

أولاً: يتخرج المبلغ في بلد غير أوروبي، يحفظ القرآن ويحفظ الكثير من الاحاديث، ثم ينتقل الى بلد أوروبي للتبليغ، وما يحفظه ويعلمه لا يعتبر ذلك الجهد في البلد هذا سوى ديسك كمبيوتر صغير يمكن أن نضع فيه جميع هذه المعلومات، إنه حافظ للقرآن وحافظ لكثير من السنة وهو موفق ومأجور في ذلك، ولكنه لايعرف اطلاقاً من لغة البلد الذي جاء ليبلغ فيه شيئا ولا يجيد فن التخاطب ولا يعرف كيفية التعامل معهم، فبالتالي يواجهوا صعوبات كثيرة يلمسونها بأنفسهم في مجال تحركاتهم ويلمسها أبناء المسلمين في بلاد الغرب (الشباب والبنات والاطفال) حيث يُعتبر هذا المبلغ الديني بالنسبة اليهم  شخصا غريباً، لا يفهم لغتهم ولا يعرف كيفية التخاطب والتعامل معهم فضلاً عن أبناء الغربيين أنفسهم. 

اكرر واقول ان امام المسلمين الكثير الكثير مما يجب وينبغي عليهم أن يعملوه لاهتمامهم بتعليم واستعمال الاساليب والتقنية الحديثة في عملية الاتصال ونقل المعلومات وكيفية التخاطب مع الآخرين في مجال الدعوة. 

ثانياً: لازلنا نبحث ونقرأ ونحاور  في موضوع الاهتمام بالمرأة، فوضعها بين ابناء الجاليات الاسلامية في الغرب ضعيف جداً وينبغي بل يلزم تكوينها وتطويرها في اعطاءها الدور اللائق بها والمناسب لها من حيث انها أمرأة مسلمة بخصوصياتها الإسلامية، وايضاً عليها ان تعمل لكي تجد لها المكان المناسب في المجتمع الجديد، هذا لكونها في الاسلام مُبلغه ومثقفه واعيه وكاتبة لها دور كبير تشترك فيه مع أخيها المسلم في الدفاع عن الحقوق وفي التبليغ والدعوة وفي ادارة المجتمع المدني. 

ثالثاً: الاهتمام بوضع النشأ الاسلامي الجديد المولود في الغرب، فهو لا يحمل روح وخلفية ما كان يحمله الأباء عند هجرتهم الى هذه البلدان، فهذا الجيل يختلف تماماً عن معرفة الاجواء الاسلامية ويختلف تماماً عن ثقافة أمه وأبيه وعن العادات والتقاليد والخلق والتربية الاسلامية ويختلف حتى في طريقة تطبيق بعض الاحكام الاسلامية البسيطة. 

ينشأ الطفل المسلم في هذه البلاد، مولود على هذه التربة، يكبر مع أبناء محلته يقضي نهاره في المدرسة معهم يشاهد التلفزيون يتحدث بلغتهم، فتحدث مشاكل كثيرة بينه وبين ولي أمره وفي احيان كثيرة بينه وبين أمه وأبيه، ويمكن أن يتصور الاب أحياناً انه مسيطر على ابنائه في هذه الديار على اساس انه يمكنه جلبهم معه الى المركز أو المسجد لاستماع محاضرة دينية أو الى الصلاة مثلاً، لكن هذه الفترة والسيطرة محدودة بفترة تبعية الابن للأب في سن معينة، وهي غير مختصة بالمسلمين، لكن عندما يكبر الابن ويبلغ سن الرشد تبدأ الخلافات وتبدأ المشاكل ذلك لان الآباء لم يهيؤا لابنائهم طريقة جديدة تعرفهم بدينهم ومعتقداتهم وخلفياتهم الثقافية نفسها. 

رابعاً: اشاعة فهم روح التعددية والاختلاف مع الاخر والاستماع الى رأيه، وكثير من المراكز الاسلامية وكثير من المسلمين في هذه الديار لازالوا يعملون بتزمت شديد وبضيق افق كبير سواء على اساس طائفي (بحسب الانتماء لمذهب معين) أو اساس عرقي او حتى على اساس قطري، فالمجموعات الجزائرية غير المجموعات المغربية، والمغربية غير الباكستانية، والباكستانين غير البنغلاديشين، وهؤلاء غير الايرانيين، والايرانيين غير العرب، وحتى العرب الخليجيين فهم غير العراقيين، والعراقيين غير السوريين والبنانيين... الخ. فتبدأ مشاكل كثيرة بين الأمة الاسلامية الواحدة، وعلى القائمين على المراكز والمؤسسات أن يتعالوا عن روح التعصب والتزمت ويعملوا جهد امكانهم بتعريف ابناءهم وابناء جاليتهم  فالمسلمون كلهم أمة واحدة، وكذلك احترام الرأي الآخر واحترام مبدأ التعددية وهذه هي سنة الله في الخلق لا يمكن لاحد أن يجمعها على رأي واحد. 

هذه باعتقادي أهم النقاط التي تواجه المسلمين وهم يخطون خطواتهم الاخيرة للدخول في القرن الجديد، عليهم أن يستكملوا مؤسساتهم وعليهم أن يستكملوا مراكزهم وعليهم أن يعملوا في مجال تعليم ابناءهم ومجتمعاتهم من الناحية الثقافية والفنية والاقتصادية وغيرها، وكذلك على المسلمين (حتى لا يكون الكلام أو المطلوب كله من المراكز والقائمين عليها) عموماً أن يؤيدوا ويدعموا هذه المؤسسات والمراكز القائمة والفاعلة وان كانت غير مكتملة، فالحق عليهم أن يتعاملوا ويدعموها مادياً ومعنوياً وينسقوا معها في تقديم النشاطات، وعلى عاتقهم يقع استكمال وتطوير هذه المراكز والمؤسسات التي يعتقدون انها ناقصة وغير مكتملة بالشكل المناسب واللائق. 

كذلك على المسلمين المساهمة في بناء المدارس، فإهتمامهم بهذا الجانب ضعيف جداً، بل من الممكن ان نقول انها معدومة، حيث لا يتعدى عدد المدارس الاسلامية في بريطانيا عدد اصابع اليدين فمنها خمسة في لندن وهناك ثلاث أو أربع في مدن مختلفة في عموم بريطانيا، وبالتالي فالمسلمون ضعيفون جداً من هذه الناحية المهمة الاساسية، وللحفاظ على تربية وتنشأة الجيل الجديد وبالخصوص الحفاظ على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والسنة، واللغة هي الوعاء التي يمكن نقل تعاليم الدين الاسلامي والاخلاق السامية وفهم احكام الشريعة من خلالها وتطبيقها في المجتمعات، فيجب الحفاظ على اللغة فهي مسألة مهمة على المسلمين والجاليات ان يهتموا بها اكثر لمواجهة التطور التكنولوجي الهائل المخيف. 

أنتم من المساهمين في دعوات الحوار بين الاديان، اين وصلت تلك الدعوات، وما مدى الاستفادة العلمية منها على ارض الواقع؟ 

الاستفادة منها على ارض الواقع قد تكون قليلة، ولكن مسألة حوار الديانات هي ايضاً تدخل ضمن مسألة حوار الحضارات وتدخل ايضاً في سياق التقريب بين المذاهب الاسلامية نفسها. 

فمسألة الحوار مسألة مهمة جداً، مجرد عقد ندوة صغيرة أو اجتماع موسع نوعاً ما، يحضره اصحاب الديانات المختلفة، حيث يسمع كل منهم من الطرف الاخر مباشرة فيتعرف كلُ على الآخر، كل هذا من الطبيعي أن يحد من حالات الصراع، ولكن هذا لا يعني انها كافية في التفاهم والتنسيق والتعاون، ولا يعني ايضاً أن اتباع الديانات كلهم يرضون بالعمل هذا، فهناك من يعارض الاجتماع اساساً، وهناك من يخالف الجلوس على مائدة واحدة مع الأخر، وهذه تدخل ضمن ما تقدم من اجابة السؤال السابق بالعمل على اشاعة روح التفاهم والتعددية واحترام الرأي، وعلى الاقل القبول بالاستماع وفهم الرأي الآخر. 

كما يمكن أن يقال قبل أن يتم حوار الحضارات، ينبغي علينا أن نعمل حوار الحارات، كما هو المثل (حوار الحارات قبل حوار الحضارات)، وعلينا كمسلمين ان نتحاور فيما بين انفسنا أولاً، اي بين المذاهب الاسلامية نفسها، لنكون مكتملين ومنظمين اكثر ومن الطبيعي سوف نكون اقوى بكثير عندما نحاور الدين الآخر، ولكن كما تقدم في السابق هذه سنة الله في الخلق، الاختلاف موجود في جميع مجالات العمل والنشاطات، فعندما يتحدد نشاطي ضمن مجموعة معينة أو اعمال معينة في الحوار داخل الدين لا يعني ذلك اساساً عدم اقدامي للحوار مع الآخر، كل الحضارات وجميع الاديان يوجد بداخلها مشاكل والثقافة الواحدة تحمل بداخلها مشاكل ايضاً، كل الاديان بل حتى المذهب الواحد يوجد بداخله الكثير من المشاكل فهناك مثلاً انشقاقات وتوجهات في مسائل كثيرة، فلا يعني ذلك أننا ننتظر اصلاح كل هذه الأمور لنبدأ بالحوار مع الأخر، ممكن ان نسير في كل الاتجاهات وجميع المسارات هذه بالجهد الممكن والأمكانيات المحدودة المتواضعة التي يمكننا القيام بها في كل مجال وحقل ضمن التنسيق والتعاون والعمل وفق الاختصاصات. 

أما ماذا ادت على أرض الواقع؟ فباعتقادي إنها أدت الكثير وقد لا يلمس هذه الفوائد الفرد مباشرة لانها تأخذ وقتا طويلا، فلا يمكن لخلاف استمر قرون كثيرة بين المسلمين والمسيحيين وعدة قرون اكثر بين المسيحيين واليهود، وهكذا بين دين واخر أن تحل باجتماع واحد أو اجتماعين، او ثلاثة، لكن على الاقل تخفف من حدة الصراع وتعطي وسيلة ناجحة بيد من يريد حقاً أن يعمل من أجل الانسانية ويعمل من أجل خلق الدين في مواجهة المتعصبين من اي طرف من الاطراف، وأن يعلم أن هناك مجموعة من المتدينين والمفكرين ومجموعة من الشخصيات تجلس على طاولة واحدة وتناظر فيما بينها وتتحاور. 

كما لا ينبغي في الحوار ان يكون من اجل الحوار فقط أو الحوار من اجل الجدال فقط، وانما يكون من اجل فهم حقيقي للطرف الآخر، وهذا يساعد ويسهل الكثير، بالخصوص عند الاشخاص المعنيين والمهتمين والقائمين على المؤسسات والمراكز لدى جميع الاطراف التي تريد الحوار. 

< ذكرت في اجابتك السابقة علينا ان نبدأ الحوار مع انفسنا كمسلمين اولاً. مؤسستكم من المراكز الرائدة في اتجاه التقريب بين المذاهب الاسلامية، ما الذي تحقق من اقامة تلك الندوات الاسلامية الاسلامية؟ 

ندوات التقريب بين المسلمين حققت في الحقيقة الكثير الكثير، وبنسبة كبيرة مختلفة من الحوار بين الاديان. كما هو معروف ومعلوم أن من قديم اهتم بهذا الجانب المهم في توحيد الصف الاسلامي ولم شمل المسلمين الكثير من العظماء والشخصيات العلمية والمصلحون من مختلف المذاهب عبر التاريخ، وكتبوا وألفوا الكتب والمقالات الكثيرة، ونحن على خطاهم ان شاء الله سائرون، نسأل الله التوفيق. 

وفي السنين الاخيرة تم احياء دور التقريب بشكل اوسع واكبر من خلال عقد ندوات ومؤتمرات كثيرة وفي بلدان عديدة، أو من خلال التعامل والتنسيق مع المؤسسات والمراكز الاكاديمية المهمة وكذلك من خلال القنوات الفضائية المتعدده، عملنا مثلاً مع الأزهر الشريف في مصر، ومؤسسة آل البيت وجامعة آل البيت في الاردن، وكذلك المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو في الرباط، ومن خلال رابطة العالم الاسلامي في مكة، وعملنا ايضاً من خلال وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في كثير من البلدان العربية والاسلامية، فكان هناك مؤتمر في الاردن وفي المغرب وسلطنة عمان ودمشق ولندن، وعدة حلقات تلفزيونية جمعت علماء دين وائمة مذاهب اسلامية متعددة، وباعتقادي أن اجتماع علماء المسلمين هو اسهل بكثير من العمل على حوار الديانات، لانهم على قدر كبير من المعرفة والالتزام بالخلق الاسلامي وفي قبول الرأي الآخر واعتبار هذه المذاهب مدارس وروافد مختلفة فيما بينها لكنها تصب بالنتيجة في حضيرة الاسلام الواحدة ويعملون على جمع الكلمة. 

لكن على مستوى المسلمين وعموم الناس الذين قرأوا عن هذه الندوة والمؤتمرات والذين استمعوا الى بعض منها والتي بثت من خلال قنوات فضائية عليهم العمل لاعادة نشاط وحيوية احساسهم بإمكانية الوحدة الاسلامية المتكاملة، أو على الاقل الالتزام بعدم جواز التكفير والتسابب وعدم جواز محاربة واتهام أخيه المسلم من المذهب الآخر بما لا يليق بالخلق الاسلامي، حتى تتحقق النتائج المرجوه كاملة، فالنتيجة كلنا امة واحدة وإلهنا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا في الصلاة وصلاتنا واحدة وهكذا جميع الاصول ومعظم الفروع، وطبيعة اختلاف المجتهدين من الأئمة في بعض وجهات النظر  في بعض الفروع وتفاصيل الاحكام  لايعني بنحو من الانحاء ولا يوجب بشكل من الاشكال القطعية والابتعاد بين الاخوة، ليستغل الموقف عدونا جميعا عدو الدين. ونشاطات التقريب والعمل على وحدة المسلمين لها أثرها الفعال وهي مهمة ومحركة للحس الاسلامي عموماً، وإلاّ لما خرجت أنت عليّ بهذا السؤال. 

< نعود للساحة الاسلامية في البلاد الغربية. كيف تقيمون حرية الشعائر الاسلامية في هذه البلاد بصورة عامة وبريطانيا بالخصوص وكم هو عدد المسلمين في هذه الديار؟ 

في بريطانيا بالخصوص لا توجد احصائية رسمية على اساس المعتقد او الدين، لكن يصل عدد المسلمين بحسب اقرب التقارير للواقع بما يناهز المليوني مسلم في كل بريطانيا، وهناك ما يقارب ألف مسجد ومركز اسلامي، بمختلف الاحجام والمستويات، منها المراكز والمؤسسات الفاعلة الكبيرة جداً والمشهورة ومنها الشقق السكنية الصغيرة التي يستفاد منها كمحل صغير لاقامة الصلاة وبعض الشعائر الدينية لدى ابناء المسلمين المنتشرين في بريطانيا، ووضع المسلمين وحرية اقامتهم لشعائرهم مكفول بالقانون البريطاني ويمكن أن يقال بكل صراحة وحسب تجربتي المتواضعة وتجربة المؤسسة التي لها فروع في كثير من دول العالم كأمريكا وكندا وبقية دول اوروبا، فان بريطانيا هي افضل واحسن دولة للعمل الاسلامي واقامة الشعائر من حيث رعاية القانون الرسمي، ومن حيث عدم مزاحمة حتى البريطانين للمسلمين لانه اساساً بريطانيا كونها كانت الدولة العظمى المستعمرة سابقاً لكثير من دول العالم بما فيها الدول الاسلامية، فالشعب البريطاني كأنه معتاد وعارف جيداً موضوع اختلاف العادات والتقاليد والثقافات واختلاف نوع اللباس واختلاف انواع الاكل الى اختلاف الألوان والاعراق بخلاف المانيا مثلاً التي قوانيها تكون نوعاً ما متعبه للمسلمين كما لغير المسلمين، واساساً ابناء تلك البلاد فيهم نوع من العنصرية الشديده ضد ما هو غير ألماني. 

< اذن كيف ترصد حركة المبلغين للاسلام في بريطانيا، وهل هناك تنسيق بين ابناء المذاهب الاسلامية في هذ المجال؟ 

حركة المبلغين يمكن أن يقال عنها جيدة، لكنها طبيعي وواضح أنها دون الطموح ودون الواقع المعاش وما هو المطلوب منها كما تقدم. 

كما أن هناك كثيرا من المؤسسات والمراكز تنسق في اعمالها مع غيرها، وباعتبارهم أقلية فالاقلية في اي مجتمع عادة ما تكون متكاتفه ومتعارفة فيما بينها اكثر من غيرها. 

فتشكلت عدة لجان تشمل تقريباً جميع المذاهب الاسلامية من مختلف البلدان لرعاية مثلاً المسلمين في السجون البريطانية والمطالبة بحقوقهم الدينية واقامة الفرصة امامهم لاقامة شعائرهم بما يتعلق منها بالدين من قبيل الصلوات اليومية وصلاة الجمعة وباقي المناسبات الاسلامية الاخرى من احتفالات واعياد، وكذلك في استحصال قانون بريطاني في كفالة وضمانة المسلم المسجون في السجن حتى من ناحية خصومه وحتى على وجوب حصوله على اللحم الحلال. ويمكن ان نقول أن مؤسسة الامام الخوئي الخيرية هي المؤسسة الرائدة في تأسيس هذه اللجنة والعمل عليها والتنسيق مع الحكومة البريطانية في استحصال هذه القوانين، حيث انبثقت من تلك النشاطات لجنة للتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة للسيطرة على اللحم الحلال في الاسواق البريطانية، وهناك لجنة تعمل مع وزارة الصحة لمتابعة ومراقبة وضع المسلمين في المستشفيات، وكذلك هناك لجان متعددة صغيرة وكثيرة موجوده لدى ابناء الجاليات الاسلامية في المدارس والجامعات كل على حده وفي المدن المختلفة بعنوان الاتحاد الاسلامي تعمل بتنسيق منظم ومشترك ممتاز مع ادارة الجامعة للحصول على قاعة كمصلى لابناء المسلمين ومحل لاقامة احتفالاتهم الدينية، وهناك لجنة ايضاً تجتمع بين فترة واخرى في وزارة الخارجية البريطانية بعنوان لجنة استشارية لمناقشة ما تتخذه بريطانيا من قرارات تخص الجالية الاسلامية. 

صحيح ان كل هذا قد يكون غير كاف او هو دون الطموح اللازم لواقع المسلمين ونسبة وجودهم في بريطانيا، لكنها تبقى بوادر جيده للعمل عليها وتطويرها بالشكل اللائق والمناسب في حصول المسلمين على كافة حقوقهم في هذه البلاد شأنهم شأن الآخرين. وهناك ايضاً عمل من المؤسسات والمراكز بتشجيع ابناء المسلمين على الدخول في مجالس البلديات في مناطق تواجدهم من خلال التأثير على انتخاب الاعضاء ومن خلال مراقبة العضو العامل في البلدية وما يعطيه للمسلمين وثانياً يمكن اعتبارها مقدمة بأن اعضاء المجالس المحلية هؤلاء نأمل أن يكونوا اعضاء في البرلمان مستقبلاً، لان اعضاء البرلمان البريطاني ينتخبون عادة من اعضاء المجالس المحلية. فهناك اعمال كثيرة ونشاطات عديدة تقوم بها المؤسسات والمراكز الاسلامية بالتنسيق فيما بينها داخل بريطانيا. 

< من خلال كل ما تقدم ما هي الصعوبات التي تعترضكم وانتم تسيرون في خدمة الدين الاسلامي وابناء الجالية في البلاد الغربية؟ 

بما أن المسؤلية كبيرة والنشاطات المطلوب إنجازها كثيرة، فمن الطبيعي أن تكون الصعوبات التي تعترض عمل  هذه المؤسسات والمراكز كثيرة أيضا، وفي مقدمتها المسألة المالية لتحقيق الاعمال ولتأمين الكوادر المتخصصة والكفوءة لتحقيق النشاطات المطلبوبة، وليس الغرض من هذا هو حث الخيرين المؤمننين والمتمكنين ماديا لدعم هذه الاعمال فقط وإنما المطلوب هو حث عموم الناس وحتى ضعيفي الحال منهم على الالتزام باعطاء شيء ولو يسير على نحو الاشتراك في هذه المراكز، فالقليل مع القليل يصبح كثيرا، وكذلك ندعو الى الشفافية والوضوح أكثر لفتح ملفات هذه المراكز والمؤسسات وبالخصوص المالية منها أمام الآخرين والمعنيين منهم على وجه الخصوص لاطلاعهم على التفاصيل وكيفية صرف الاموال مما نعتقد بانها تساهم كثيرا في جلب التبرعات من قبل المحسنيين وتشجعهم على دفع المزيد، وشكراً لكم على هذه المقابلة. 

أجرى الحوار 

عبد الحسين الخزاعي 

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

ندوة وحفل استقبلا للسيد عبد المجيد الخوئي في ديترويت ـ اميركا   

اقامت مؤسسة الغدير للجالية العراقية في ديترويت بتاريخ السبت 15/2/2003 ندوة حوار وحفل استقبال وعشاء لسماحة السيد عبد المجيد الخوئي والوفد المرافق له بمناسبة زيارته لامريكا. 

افتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وكلمة ترحيبية للشيخ كامل الغدادي، ومن ثم القى الشيخ المجاهد جلال الزيادي كلمة القبائل العراقية مرحباً ومعرباً عن سرور وابتهاج العراقيين في ديترويت بوجود السيد الخوئي بين اهله واخوانه. 

بعد ذلك القى السيد عبد المجيد محاضرة حول الوضع الراهن في العراق والمستجدات على الساحة العراقية وما ينبغي القيام به بعد الاطاحة بطاغية العراق ومسؤولية كل عراقي شريف للقيام بواجبه في المساهمة من اجل تحقيق العدالة والحفاظ على  وحدة العراق شعباً ووطناً لجميع قومياته وأديانه ومذاهبه، وفي مقدمتها تأمين حقوق الاغلبية الشيعية المضطهدة والمسلوبة حقها منذ تأسيس الدولة العراقية والى اليوم وذلك بالاستفادة من آليات الديمقراطية في عراق المستقبل، وقد لاقى حديث السيد الخوئي استحسان وتأييد الجماهير الغفيرة المتواجدة في القاعة بعد ذلك ترك السيد الخوئي المجال واسعاً امام الحاضرين لتقديم مداخلاتهم واستئلتهم التوضيحية حول ما طرحه من مسائل، مجيباً وموضحاً على جميع المداخلات التي قدمها الحضور. 

ثم اخذت الجماهير بإلقاء الاهازيج والهوسات العشائرية ترحيباً وتمجيداً بالجهاد والعمل الوطني الذي يقوم به السيد الخوئي في المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق الجريح. 

وقد اشرف على اقامة الحفل كل من الاستاذ المحامي عبد العالي آل شليبة والشيخ علي التميمي والشيخ جلال الزيادي والسيد رياض آل شليبة، كما قام بالدعوة للحفل والعشاء الوجيه السيد عبد زيد آل مشكور. 

السيد عبد المجيد الخوئي يعزي آل الشريف 

خلال زيارة عمل قام بها الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية السيد عبد المجيد الخوئي الى عمان، زار عائلة آل الشريف مقدماً التعازي لهم بوفاة فقيدهم المرحوم معالي الاستاذ محمود الشريف عميد الصحافة في المملكة الاردنية الهاشمية ورجل الفكر والعلم، ووزير الاعلام الاردني الاسبق، عن عمر ناهز 78 عاماً. 

وخلال استقبال شقيق الفقيد الاستاذ كامل الشريف وابناء الفقيد، اشاد السيد الخوئي بحياة المرحوم الحافلة بالبذل والعطاء في خدمة قضايا وطنه وامته ودينه، داعياً الله ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه. 

والفقيد كان يشغل حتى وفاته منصب رئيس التحرير المسؤول في صحيفة "الدستور" الاردنية التي تعتبر احدى المؤسسات العريقة في الوطن العربي، ومن الدعاة الى الحوار بين الحضارات والتواصل بين الثقافات، واحد رواد الدعوة لتغليب العقل والحكمة.  

المؤسسة تقدم بياناً في الامم المتحدة 

مؤسسة الامام الخوئي الخيرية باعتبارها منظمة غير حكومية ذات مركز استشاري عام لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الامم المتحدة، قدمت بياناً حول متابعة المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة والدورة الاستثنائية للجمعية العامة المعنونة "المرأة عام 2000 المساواة بين الجنسين والتنمية والسلام في القرن الحادي والعشرين". وقد تلقى الامين العام بيان المؤسسة الذي جرى تعميمه لجمبع الدوائر الرسمية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفقاً للفقرتين 36 و37 من قرار المجلس الاقتصادي  والاجتماعي، جاء فيه: تود مؤسسة الامام الخوئي ان تعرب عن قلقها بشأن الانتهاكات الماسة بالحقوق الانسانية للمرأة وبشأن القضاء على كافة اشكال العنف، والموضوع المحدد الذي نود ان نتناوله هو حق المرأة المسلمة بوصفها من بنات طوائف الاقليات التي تكون ضحية للتمييز في مختلف المجالات وداخل الجاليات المسملة وحقوق المرأة فيما يتصل بالاسرة، وشمل البيان ظاهرة العنف المنزلي، واحوال المرأة المسلمة في افغانستان، كما تطرق الى الحقوق المدنية للمرأة المسلمة بعد احداث 11 ايلول 2001، وحقوق اللاجئات والمشردات المسلمات وقضايا اخرى تتعلق بالصحة العامة والاتجار بالنساء منوهاً الى ضرورة ايجاد حلولاً للمشاكل المطروحة في البيان. 

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

الدعوة الى صياغة نظام انساني دولي يقوم على احترام الانسان من خلال احترام ثقافته  

 

عقدت مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن بالتعاون مع الكلية الاسلامية وجمعية مناهضة العنصرية والخوف من الاسلام، خلال يومي 52 ـ 62 من شهر يناير مؤتمراً تحت عنوان: 

(مسلمو اوروبا) 

شارك فيه عدد من المسؤولين الاوروبيين والباحثين واساتذة الجامعات، وممثلي الديانات المختلفة في اوروبا، من بينهم وزير الداخلية البريطاني. 

ابتدأ المؤتمر اعماله بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الحاج عبد العزيز عواضة وقامت بترجمتها الآنسة هدى جواد، ثم القى السيد يوسف الخوئي كلمة ترحيبية رحب بها بالضيوف الكرام. بعدها تليت رسالة الامين العام للامم المتجدة السيد كوفي عنان التي نوه فيها بجهود القائمين على هذا المؤتمر ومركزاً على ضرورة التعايش بين ابناء مختلف الاديان. كما وجه بابا الفاتيكان رسالة سلام ومحبة الى المؤتمرين اشاد فيها بجهودهم من اجل الوفاق والتواؤم بين اتباع جميع الاديان القاطنين في اوروبا. ثم القى اللورد فيلكين سكرتير العلاقات الاثنية في ابرلمان البريطاني ووزير الدولة لشؤون الاقليات كلمته التي شدد فيها على ضرورة مواصلة الحوار بين ممثلي المجتمع البريطاني ومعرباً عن امله في اتخاذ النموذج البريطاني مثالاً يحتذى به في اوروبا. 

وكانت الجلسة الاولى للمؤتمر قد افتتحت بعنوان (القانون والتمييز) برئاسة العقيد روبرت ويلوك، ممثل وزارة الدفاع البرطانية، ومشاركة المحامي المسلم البريطاني المعروف عمران خان، الذي بحث موضوع الدفاع عن حقوق المسلمين المدنية ما بعد احداث الحادي عشر من ايلول، كما شارك في الجلسة الاستاذ طفيل جودري من جامعة درهام باحثاً موضوع التصدي للتفرقة خارج اطار التوجيهات الاوروبية، وكذلك الدكتورة سوني رمزي امة الله، مستشارة الشؤون النسوية في مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في نيويورك وقد تركز بحثها حول الاعمال الوطنية والحماسية وتأثيرها على الجالية المسلمة، ثم تحدث ديفيد فلينيس معاون المدير العام لشرطة اسكتوتلاند يارد الذي تطرق في بحثه الى موضوع علاقات الشرطة البرطانية مع الجاليات المسلمة. 

اما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان (السجون) برئاسة المحامي العربي المعروف مايكل عبد المسيح، قدم فيها الاستاذ صلاح الحسن الامين العام لمجلس رعاية السجناء المسلمين البريطاني بحثاً حول رعاية السجناء المسلمين في السجون البريطانية، ثم تحدث الاستاذ مقصود احمد، مدير دائرة السجون البريطانية وكان بحثه حول علاقات ائمة السجون المسلمين بدائرة السجون البريطانية، ثم الدكتور فرهاد خسور خاور وكان يحثه حول المسلمين في السجون الفرنسية، ثم الدكتور فريد مير باقري رئيس قسم البحوث في مركز الحوار العالمي في قبرص وكان بحثه حول الاسلام وحقوق الانسان.  

وقد ترأس الجلسة الثالثة من المؤتمر والتي كانت بعنوان (الشباب المسلم في اوروبا، ظهور الهويات) برئاسة اليابانية السيدة اودري كيتاكاوا مستشارة الامم المتحدة عن الاطفال في الصراعات المسلحة، وشارك فيها كل من الدكتور هان ايتزينجر من جامعة ايرسموس في روتردام هولندا، ببحث بعنوان الاسلام في المجتمعات متعددة الثقافات، نظرة في شباب روتردام. والسيدة زاهدة خان، من حركة عدالة القانون وكان بحثها بعنوان الاندماج ام الابتعاد، وجهة نظر من الشمال، ثم الدكتورة سمية برنيلا اويس من جامعة لوند في السويد وكان بحثها حول استراتيجيات الزواج عند الشباب المسلم، ثم الدكتور مداوي الرشيد من كلية كينكز كالج من جامعة لندن وكان بحثه حول الصلات الوطنية المتعددة للمسلمين، هل هي تعدد للهويات ام تقسيم للولاءات. 

وفي اليوم الثاني القى البروفيسور جون ريكس من جامعة واويك كلمة تمهيدية ثم ابتدأت الجلسة الاولى برئاسة السيد نديم الكاظمي، من مؤسسة الامام الخوئي وكان عنوان الجلسة (الخوف من الاسلام والصحافة) شارك في الجلسة السيد كريس الن، من جمعية مناهضة العنصرية والخوف من الاسلام وكان بحثه حول معالجة ظاهرة الخوف من الاسلام في الاتحاد الاوروبي، ثم السيد روجر هاردي من اذاعة الخدمة العالمية في البي. بي. سي، وكان بحثه بعنوان تغطية الاسلام ـ جعل العالم اسهل. ثم السيد جورج جوفي من جامعة كامبريدج، وكان مشاركته حول نظرة ناقدة متبادلة، ثم السيد روجر عبد الوهاب وكان بحثه حول التعددية والاسلام. اما في الجلسة الثانية من اليوم الثاني فكانت بعنوان (وجهة نظر اوروبية واجنبية) ترأسها السيد مارك لاتيمر مدير مجموعة حقوق الاقليات، وشارك فيها الدكتور مراد هوفمان المسلم الالماني ببحث حول طبيعة الشخصية الاسلامية لمسلمي المانيا، ثم السيدة جلوريا ناوبوكو ممثلة هيئة حقوق الانسان في الامم المتحدة وكان بحثها حول التطورات بعد عام من المؤتمر العالمي ضد التمييز العنصري، ثم بحثاً عن الحجاب وحقوق المرأة المدنية في اوروبا قدمته الدكتورة ان سوفي روالد من جامعة مالمو في السويد، ثم روبيرتو توسكانو من وزارة الخارجية الايطالية تركز حول المسلمين في ايطاليا، ثم الدكتورة كابرايل دوم بروك من جامعة ادنبرة وكان بحثها حول الحدود الداخلية مسائل حجاب الشعر في فرنسا والمانيا. 

وكانت الجلسة الثالثة حول (ائمة المساجد في اوروبا) وترأسها الدكتور مراد هوفمان والقى فيها السيد يوسف الخوئي كلمة عن تطورات جهود القادة المسلمين نحو ايجاد حلول مشاكل تعيين الائمة في بريطانيا، ثم الدكتور تسنيم زيدي، من المؤسسة الاسلامية ناقش الحاجة لائمة من السمليمن المواطنين في البلدان الاوروبية. 

ثم ترأس الامير الحسن بن طلال الجلسة الاخيرة في المؤتمر حول (العلاقات بين الاديان) حيث دعا الى صياغة نظام انساني دولي جديد يقوم على احترام الانسان من خلال احترام ثقافته. القى فيها السيد عبد المجيد الخوئي كملة ترحيبية بالمشاركين مؤكداً على ضرورة تلافي سوء الفهم المتبادل حيال الثقافتين الاسلامية والاوروبية، ومشدداً على اهمية مواجهة ما وصفه بالاطرف غير الراغبة في التلاقي بين هاتين الثقافتين، وسعي هذه الاطراف الى الصاق التهم الباطلة بالاسلام المتسامح بغية تشويه صورته الناصعة. 

واضاف السيد الخوئى ان جزء من هذه ا لمشكلة يقع على عاتق المسلمين انفسهم بسبب ضعف الاداء في التواصل مع الآخر، مؤكداً على ضرورة ان يكون المسلم سفيراً للاسلام في البلدان الاوروبية التي يحل فيها بحسن خلقه وتعامله. 

وشارك في الجلسة الختامية كل من السيد براين بيرس مدير شبكة الحوار بين الاديان من سويسرا، والقس الفرد اكيوس مدير هيئة حوار الاديان في وستمنستر، والسيد بول سيتو من منظمة البوزيين البريطانيين، والسيدة مهري نيكنام من مؤسسة ميمونايدز البريطانية. وشدد جميع المتحثين في الجلسة الختامية على ضرورة استمرار الحوار بين اتباع الديانات لمختلفة والثقافات المتعددة من اجل تثبيت قيم التسامح والحوار والسلام في حياتهم اليومية. 

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗

اللوبي الصهيوني يحاول ابتزازي ولاعلاقة لي بأي جهاز مخابراتي

تثير شخصية السيد عبد المجيد الخوئي، الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن، الكثير من اللغط والاسئلة، فهو نجل الامام السيد ابو القاسم الخوئي، الذي كان المرجع الاعلى للمسلمين الشيعة، وقد يوحي للوهلة الاولي بلباس علماء الدين بأنه عالم ديني من الطراز التقليدي لكنه على العكس من ذلك تماماً، سواء خلال ممارساته الحياتية، فمن الناحية الفكرية فهو يتمتع بفكر منفتح ليس على بقية المذاهب الاسلامية، وحسب، بل حتى على بقية الاديان والافكار، ويرتبط بعلاقات مع مؤسسات فكرية وثقافية علمانية، ورعى ندوات للحوار من المذاهب الاسلامية بين الحضارات. 

فان عبد المجيد الخوئي، متابع للموسيقى وهو من انصار ومتابعي التطورات التكنولوجية في الكومبيوتر والانترنيت، ترك الخوئى العراق خلال احداث الانتفاضة الشعبية في مارس (آذار) 1991، ليصل الى لندن ويتسلم مهامه في مؤسسة الخوئي، التي لم تكن قبل عشر سنوات سوى تشكيل حديث. واليوم، تتصل بالمؤسسة فروع ومراكز ومدارس ومشاريع تمتد على خريطة اوروبا والولايات المتحدة وايران والهند وباكستان وتايلند. في حوار مع «الشرق الاوسط» يتحدث عبد المجيد الخوئي لاول مرة عن حياته الشخصية. وكيف انه دفع ليكون عالم دين وعلاقاته العاطفية. مجيباً عن الشائعات التي تدور حول زواجه من امرأة بريطانية، وعن مصادر تمويل المؤسسة، كما يفضح المؤامرات والتهديدات التي تحاك ضده من قبل اللوبي الصهيوني في لندن. 

س ـ لو لم تكن عالم دين ماذا كنت تفضل ان تكون؟ 

ج ـ رجل اعمال، وكنت ساعمل في التجارة منذ سنوات طويلة وذلك بحكم ظروفي خاصة بعد زواجي وحاجتي لان اعيش من «مردود عملي وعرق جبيني» مثلما يقولون ولزيادة المتطلبات العائلية، حيث كنا في بيت العائلة نعيش ظروفاً متقشفة مالياً للغاية، وكان هذا جزءاً من سبب تفكيري بالخروج من سلك علماء الدين عام 1958 حيث كان يفرض علينا والدي قيوداً كثيرة من ناحية المصاريف المالية. 

س ـ يتردد ان عائلة الخوئى، خاصة أبنائه، كانوا مدللين في العراق من قبل السلطة، بل ان هناك اتهامات بوجود علاقات مشبوهة فيما بينكم وبين السلطات الامنية العراقية، ما هو تعليقكم على هذا؟ 

ج ـ كنا مدللين، هذا غير صحيح اطلاقاً، وقسم من هذه الشائعات كانت السلطات الامنية العراقية هي التي تروج لها، خاصة خلال الحرب العراقية الايرانية لاظهار نفسها انها بجانب تأييد مرجعية الامام الخوئي او الحوزة العلمية في النجف مقابل حوزة قم بعد نجاح الثورة في ايران، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك حيث كانت الضغوطات علينا اكثر مما هي على الاخرين، كون ابناء المرجع كانوا دائماً في الواجهة وتحت الانظار، وكانت هواتف البيت والمكتب مراقبة ولا نستطيع الحديث بحرية سواء في البيت او في السيارة او في المكتب بل كنا نعرف قسماً من اصدقائنا او زملاء الدراسة لهم علاقات مع الاجهزة الامنية ومندسين بيننا. واول ضغط مباشر على ابناء الخوئي كان عام 1979 عندما تم الاعتداء على اخي الكبير السيد جمال الدين في بيته ومحاولة اغتياله، حيث تعرضت حياته لخطر الموت مما اضطره الى ترك العراق، وكانت السلطات العراقية دائماً تلقي علينا اللوم باعتبار ان ابناء الخوئي هم الذين يعرقلون سبيل العلاقة بينه وبين السلطة واننا نرسم سياسة عداءه معها، وكذلك لوضع نوع من الشقاق داخل العائلة. كنا في مواجهة مستمرة مع النظام وكلما تعرض طالب علم او عالم دين في الحوزة لاعتداء او تسفير او اختطاف او سجن او ما شابه، فكان من يواجهه الاجهزة الامنية هم ابناء الامام الخوئي كون الاخرين لم يكونوا ليجرأوا على ذلك، وقد دفعت اسرة الخوئى ثمناً باهضاً لذلك.  

س ـ من اين لكم هذه الجرأة في مواجهة السلطات العراقية وقت ذاك؟ 

ج ـ قسم من جرأتنا هي وضوحنا امام الاخرين في اننا نعمل من اجل الحفاظ على الحوزة، ولاننا كنا نعرف مدى حرص السلطات العراقية ايضاً على ان تبقي المرجعية الشيعية وخلال الحرب العراقية الايرانية خاصة في العراق، فمن الناحية السياسية كانت الحكومة العراقية بحاجة لان تبقى المرجعية الشيعية في النجف الاشرف، ولكن هذا كله لا يعني انه كان هناك تنسيق بيننا وبين السلطة، فالخلافات كانت قائمة بيننا وبينهم باستمرار من خلال الاتهامات او الاستفزازات المستمرة او الضغط والتهديد من اجل طلب موقف او فتوى من قبل الامام لخوئي مؤيدة للنظام، والجميع يعلم ان السلطات العراقية وفي احرج الاوقات وبكل وسائلها القمعية والوحشية لم تتمكن من انتزاع اي موقف مؤيد لها من قبل الامام الخوئي، والتاريخ يشهد كذلك بانها لم تستطع رغم الضغوط الكبيرة من اظهار احد ابناء الخوئي على شاشة التلفزيون العراقي سواء خلال لقاء قصير او حديث سريع او استضافتهم في دعوات الافطار التي كان يقيمها الرئيس العراقي صدام حسين خلال شهر رمضان او غيرها من المؤتمرات والندوات والاحتفالات والمهرجانات لمن كانوا  يسمون بعلماء الدين، رجال وزارة الاوقاف. 

س ـ خلال احداث انتفاضة مارس (آذار) عام 1991 تركت النجف والعراق ووصلت الى لندن وانت لا تملك اي شيء فقد خرجت بملابسك فقط وتسلمت عملك في مؤسة الامام الخوئى الخيرية التي لم تكن بهذا الحجم، ترى كيف انجزتم كل هذه التوسعات؟ 

ج ـ المؤسسة هي جزء من المرجعية الشيعية في النجف والتي ترتبط مباشرة بشخص المرجع الاعلى الذي يرعى المدارس والمساجد والمكتبات والمشاريع الخيرية الاخرى، واثر المضايقات التي تعرضت لها المرجعية في النجف منذ سيطرة حزب البعث على السلطة في العراق عام 1968، بدءاً بمرجعية الامام محسن الحكيم ومن ثم الامام الخوئي ما دفع بالمرجع الاعلى الى التفكير بمكان آمن آخر يضمن استمرارية واستقلالية نهج مدرسة الحوزة في النجف وتم التفكير بتأسيس اكثر من مركز خارج مدينتي النجف وقم، على ان تكون هذه المراكز مرتبطة بالمرجع الاعلى في النجف، وهكذا تم إنشاء مؤسسة الامام الخوئى الخيرية في لندن لتكون المقر الاساسي وفتح مراكز في امريكا وفرنسا وكنذا والهند وتايلند وباكستان وفي دول اخرى والفكرة اساساً تعود لشقيقي الشهيد السيد محمد تقي الذي كان مسؤولاً عن مكتب والدي آنذاك، وبعد توقف الحرب العراقية الايرانية بعام وبالضبط في سبتمبر (ايلول) عام 1989 تم رسمياً تسجيل مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن كمؤسسة اسلامية خيرية ثقافية خدماتية اجتماعية ذات توجه ثقافي ديني، مستقلة وبعيدة عن السياسة المباشرة ولم يكن لي اي دور سواء في مرحلة التاسيس او حتى في مرحلة ما بعد التاسيس سوى اني وجدت نفسي مسؤولاً عن هذه المؤسسة ودُفعت مرة اخرى لاكون في هذا المكان بحكم ان جميع افراد عائلتي كانوا داخل العراق تحت الاقامة الجبرية او في المعتقل او اعدموا وانا الوحيد الذي تمكنت من الخروج من العراق واصبحت في لندن، ولم استلم منصب الامين العام الا بعد اغتيال شقيقي السيد محمد تقي من قبل الاجهزة الامنية في العراق عام 1994 حيث بقيت الابن الوحيد من ابناء الخوئي في السلك الديني والذي عليه ان يدير اوقاف الامام الخوئي كما هو منصوص عليه في الوقف. 

س ـ ماهي مصادر تمويل المؤسسة؟ 

ج ـ بالاضافة الى الوقفية التي اقرها الامام الخوئي من المشاريع الاستثمارية التي تصب ريعها لصالح عمل المؤسسة فهناك التبرعات من المحسنين وهي عمدة مواردنا المالية، كما ان الخدمات التي تقدمها المؤسسة ليست كلها مجانية فنحن مثلاً نقاضي اولياء امور الطلبة اجور الدراسة في مدرستي الزهراء للبنات والصادق للبنين في لندن وكذلك في المدارس الاخرى.  

س ـ هل تتلقون دعماً مالياً او تبرعات من بعض الحكومات سواء بصورة سرية او علنية؟  

ج ـ لا نتلقى اي تبرعات او دعم مالي من اية حكومة لا بصورة سرية ولا علنية، بل ان قانون المؤسسة لا يسمح بذلك مع ان العروض في هذا الصدد كثيرة. 

س ـ الا توجد حسابات سرية او استثمارات باسماء اخرى؟ 

ج ـ ليست هناك اية حسابات سرية او اية استثمارات باسماء اخرى، وهي شائعات ليس الا كما يقال بوجود ارقام خيالية للمؤسسة وبان عبد المجيد الخوئي ملياردير وما شابه، وانا اتمنى على من يعرف عن هذه الارقام ان يدلني عليها او ان يدلني على المليار فقط وياخذ هو البقية.  

س ـ هل هناك علاقة بين اموال عبد المجيد الخوئي واموال المؤسسة؟ 

ج ـ ليست هنام اية علاقة من هذا النوع، اموال المؤسسة مسجلة باسمها وعبد المجيد الخوئي يسكن وعائلته في بيت مرهون ومطلوب للبنك، وما املكه من مال هو نتيجة عملي في التجارة وليست هناك ا ية وجهة مقارنة بين ما تملكه المؤسسة من اموال وبين ما عندي، وما عندي مثلما يقال "على قدر الحال"، ولقد مرت على الموسسة ايضاً وفي مراحل البدايات بعد وفاة الامام الخوئي وانقطاع الحقوق الشرعية ظروف صعبة للغاية، حتى اني كنت اغيب عن المؤسسة عند موعد دفع الرواتب احياناً لعدم وجود ما يكفي في حساب المؤسسة لدفع رواتب العاملين، لاستدين سواء من البنك او من بعض الاصدقاء الطيبين لدفع الرواتب، لكن والحمد لله وبعد عشرة سنوات فان حسابات المؤسسة مستقرة وتمكنا بعون الله تعالى من التوسع في نشاطاتنا، ولكن بيان راس المال مثلما هو معروف فانه من اهم اسرار العمل ويبقى للاخرين ان يخمنوا ما يريدون. 

س ـ هناك اتهامات حول علاقاتكم بالمؤسسات البريطانية والاميركية، فما هو تعليقكم؟ 

ج ـ كل ما عملناه وما نعمله هو لصالح المسلمين في الغرب، نحن نعمل هنا في بريطانيا ضمن لجان تشترك فيها مؤسسات وجهات اسلامية كلها سنية ومؤستنا هي الشيعية الوحيدة، سواء عملنا في لجان الدفاع عن حقوق السجناء المسلمين او فيما يتعلق بدوائر الهجرة والجنسية وفي المؤتمرات التي عقدتها المؤسسة للدفاع عن حقوق المرأة او الطفل او مناهضة العنصرية او «الاسلاموفوبيا» الخوف من الاسلام او التقريب بين المذاهب او حوار الحضارات، وكل هذه النشاطات حضرتها شخصيات اسلامية تنتمي لمختلف المذاهب بل وحضرها من غير المسلمين ايضاً من بقية الاديان، وموقفنا الاخير من الارهاب كان من اجل حماية المسلمين في الغرب من المؤامرات التي حاكها اعداء الاسلام لخشيتهم من تنامي الوجود الاسلامي في هذه البلاد ومن الطبيعي ان كل هذه الفعاليات الثقافية تحتاج الى اقامة علاقات متوازنة مع الدوائر الرسمية ايضاً لايضاح الصورة الحقيقية للاسلام عبر التحاور مع صناع القرار او المسؤولين الغربيين سواء هنا او في الولايات المتحدة التي زار رئيسها مسجداً اسلامياً في واشنطن كما زارنا هنا رئيس الحكومة توني بلير. 

س ـ باعتقادك لماذا زار بلير مؤسستكم دون غيرها في لندن؟ 

ج ـ هي مؤسسة من المؤسسات الاسلامية الناشطة والفاعلة في بريطانيا فليس من الغريب ان يزورها مسؤول بريطاني، وكان من الممكن ان يسال ذات السؤال فيما اذا زار بلير اي مركز اسلامي آخر، وكان سيقال لماذا لم يزر المركز او المؤسسة الفلانية؟ من الناحية الاخرى ان الفاعلية في العمل والوضوح في الرؤية ودور المؤسسة الخدمي والاجتماعي والثقافي والطابع الديني البعيد عن السياسة هو ما جعل من رئيس الحكومة البريطانية ان يزور المؤسسة كونها مؤسسة دينية وليس لها اي طابع سياسي، والمناسبة كانت انعقاد ندوة "الرد الاسلامي على الارهاب" والتي دعونا اليها كل المراكز الاسلامية في بريطانيا وابرز الوجوه والشخصيات الاسلامية واساتذة الجامعات من المسلمين وغير الميسلمين وممثلي كل الاديان الاخرى لبحث هذا الامر، فكانت فرصة لحضور رئيس الحكومة البريطانية لاظهار الموقف الرسمي امام كل هذه المذاهب والطوائف والاديان والشخصيات الاكاديمية والاعلامية، وقد ترأس الندوة الامير الحسن بن طلال، ولو اقام اي مركز آخر هذه الندوة لكان ذهب اليه (بلير) لانه يريد هذا الحضور وليس مهماً بالنسبة له المكان، ولو اراد ان يخص مؤسستنا بزيارة خاصة كان قد فعلها في اي وقت سابق او لعله ينظمها لاحقاً، ولكن في مثل هذا الجو من العمل والنشاط لو لم يكن يحضر بلير هذا الاجتماع كان هو السؤال. 

س ـ هناك ايضاً اتهامات بارتباطك بالمخابرات البريطانية او الاميركية او الايرانية او وجود علاقات مع شخصيات اسرائيلية ما هو ردكم  على هذه الاتهامات؟ 

ج ـ يؤمن الكثيرون من (جماعتنا) بنظرية المؤامرة التي لا أؤمن بها بشكلها المطلق، واعتقد انه ليس من الصحيح الفرار من العمل خشية الاتهامات والتقولات حتى وان كانت هذه التقولات من الاوساط القريبة قبل ان تكون من الاوساط البعيدة، وخاصة بوجود اللوبي الصهيوني المعادي لكل ما هو عربي واسلامي في الغرب، فاذا كنا لا نعلم ونتعاون مع بعضنا الآخر ونفرح لنجاحاتنا حتى البسيطة منها فلا يمكن ان نقدم ا ي شيء لمستقبل ابنائنا في هذه البلاد، علينا ان نعمل بطريقة مختلفة تتلائم ووجودنا في الغرب، وان نقوم باكبر قدر ممكن من الاتصالات الواسعة لايصال صوتنا وافكارنا، لاننا نؤمن باننا نحمل رسالة اسلامية سمحاء ذات قيم اصيلة يمكن ان يخضع لها بالمنطق السليم والحوار اشد الاعداء، لكن المهم ان نسعى ونحقق بعض النجاحات، ونجاحنا بالتالي يعني خسارة الاخرين لمواقعهم واعني اعداء الاسلام وهذا هو ما يغيضهم بتصاعد المد الاسلامي والقوة المعنوية للوجود الاسلامي في الغرب وانا اعمل ولا اختشي من تلك الاشاعات. 

س ـ لماذا باعتقادك تثير شخصيتك الكثير من الاسئلة واللغط اكثر مما تثيره اية شخصية شيعية اخرى؟ 

ج ـ لا ادري اذا كان ذلك صحيحاً، ولكن جزء من هذا اللغط هو الذي يثار حول اي شخص يعمل في الساحة ومن لا يعمل وينزوي ويبتعد عن الانظار فلا تتجه نحو السهام، مع الاعتراف ان لكل شخص اخطاءه فليس هناك من هو معصوم من الخطأ، فيكون من الطبيعي ان توجه اليه الاتهامات خاصة من قبل من لا يعرفونه عن قرب فيرسمون في خيالهم صورة ما عادة تكون سلبية بسبب الشائعات.  

س ـ عبد المجيد الخوئي يرتبط بعلاقات مع رؤساء وملوك عرب، كان العاهل الاردني الراحل الملك حسين يزوركم في المؤسسة وفي بيتكم وكذلك شقيقه الامير حسن وغيرهما، فما هو سر ارتباطكم بهذه العلاقات الواسعة مع رؤساء وملوك ومسؤولين عرب؟ 

ج ـ بعضها علاقات شخصية ومعروفة قديمة وبخاصة من جيل الشباب، ولكن انهم يزورون عبد المجيد الخوئي فقط لشخصه، هذا لا يكفي لان يقوم الملك حسين او  غيره من المسؤولين بزيارته وانما الاعمال التي تقوم بها المؤسسة وطريقة عمل وانفتاح المؤسسة التي عملت خلال عمرها القصير اكثر من ماءة مؤتمر وبمستوى عال ومتطور مثل مؤتمر التقريب بين المذاهب الذي عقد في دمشق او المؤتمرات والندوات التي تمت بالتعاون مع الازهر الشريف او رابطة العالم الاسلامي او مع الايسيسكو او مع مؤسسة آل البيت في الاردن او غيرها من الجامعات والمؤسسات والمعاهد العليمة كلها من اسباب التوسع في العلاقات وسواء من المسؤولين العرب والمسلمين او غيرهم. 

س ـ كمؤسسة شيعية ماذا كان موقفكم من قضية الشيخ حسين فضل الله في لبنان؟ 

ج ـ موقفنا كان منبثقاً من موقف المرجعية العليا للشيعة في النجف، باعتبار ان ما اثير من لغط سلباً او ايجاباً اعتبرناه ونعتبره فتنة اريد من خلالها الايقاع بين الشيعة فيما بينهم، فلم نتدخل في ذلك لا نفياً ولا ايجاباً كي لا تتأزم الامور اكثر، وعلى العموم فان طرفي الخلاف ادركا ذلك ولو بعد حين، واعتقد ان المسألة خفّت كثيراً او انتهت ولا اثر للنقاش فيها. 

س ـ ما هو موقفكم من حزب الله في لبنان؟ 

ج ـ المؤسسة كما ذكرت غير معنية باتخاذ المواقف السياسية ولكني شخصياً اعتز بهم وبصمودهم وتوفيقهم في دحر العدو المجرم الغاصب، مع وجود بعض الملاحظات عليهم من قبيل حرق او سحق العلم الامريكي، فأنا سخصياً غير موافق على اهانة الرمز الوطني للشعب الامريكي عموماً، لتحسب على اننا في مواجهة الحضارة الامريكية والشعب الامريكي ككل فهذا غير صحيح، نعم نحن على خلاف مع كثير من التوجهات السياسية لبعض حكام امريكا ولكن ذلك لا يستلزم توجيه الاهانة الى الرمز الوطني لدى عموم الشعب، ليستفيد من هذا الموقف اعدائنا.  

س ـ تحدثت عن الاعداء الذين يحيكون المؤامرات فمن تعني بالاعداء بصورة واضحة؟ 

ج ـ اعني بالتاكيد اللوبي الصهيوني واذنابهم. 

س ـ هل لمست مثلاً مؤامرة او تهديداً مباشراً منهم ضد المؤسسة او ضدكم شخصياً؟ 

ج ـ اعتقد ان الامر واضح للجميع وليس فقط بالنسبة الى المؤسسة وهو ان نجاح جهة ما سيكون على حساب خسارة اخرى او اضعاف صوتها وعلاقاتها مع المسؤولين هنا، ومن الطبيعي في مثل عملنا ان نواجه الاتهامات وحياكة المؤامرات ومواجهة  المضايقات المباشرة وغير المباشرة من قبل هذا اللوبي ومن خلال عدة اساليب منها التهديد والابتزاز ومحاولات التخويف، تشويه سمعة، تشهير، وبث شائعات مغرضة، كتابة تقارير غير صحيحة للجهات الحكومية عن نشاطات المؤسسة، والحركة والمراقبة المكثفة حول المؤسسة والعاملين فيها للحصول على ثغرة او كشف غلطة بهدف تضخيمها وبالتالي ضرب المؤسسة ونشاطاتها. 

س ـ كيف تردون على هذه الممارسات؟ 

ج ـ من تجربتي الشخصية وقد عشت اجواء التهديد والمطاردات الامنية والابتزاز في العراق وخارج العراق من قبل عدة انظمة وانا شخص غير خاضع للابتزاز أو التشهير او التهديد، وانما تكون هذه الامور حوافز ودوافع بالنسبة لي للعمل بنشاط اكبر لانها دليل على نجاح المنهج، وردنا عليها هو ان لا نعطيها اي اهتمام، والحل المناسب لردها هو الاستمرار بالعمل الصحيح والمثل يقول «الشجرة التي لا تثمر لا ترمى بالحجارة». 

س ـ ما هو الفصل بين شخصيتك كعالم دين وحياتك الشخصية؟ 

ج ـ عالم الدين هو دائماً عالم دين، ولكن للحياة الشخصية خصوصياتها ايضاً، اعيشها طبيعي كاي انسان آخر، اعتز ببيتي وعائلتي واهتم كثيراً بتربية اولادي، وعلى الرغم من زحمة الاعمال فهناك وقت يجب ان افرغ نفسي فيه للاهتمام بالبيت وبمن فيه. 

س ـ هل تذهب الى السينما والمسرح؟ 

ج ـ احب السينما والمسرح كثيراً وللاسف ليس عندي الوقت الكافي للذهاب اليهما. 

س ـ ليس هناك وقت ام انك لا تذهب بحكم كونك عالم دين؟ 

ج ـ لا ليس لدي الوقت الكافي واتمنى ان يكون عندي هذا الوقت، السينما والمسرح جزءان مهمان من روافد ثقافة  الانسان، وهما مثل الكتب التي هي جزء من حياتي ولكن ليس بالضرورة ان ا قرأ كل الكتب وهناك آلاف الكتب التي لا اجد الوقت كي انظر الى عناوينها. 

س ـ اي نوع من البرامج التلفزيونية تشاهدها في البيت، هل هناك برامج محددة ام ان الامر مفتوح؟  

ج ـ بالتاكيد الامر غير مفتوح لا بالنسبة لي ولا بالنسبة الى الاولاد وخاصة القنوات الاجنبية التي فيها ما هو مشين وغير اخلاقي فضلاً عن كونه غير مسموح به دينياً، وكما تعلمنا منذ صغر سننا عودنا ابنائنا على عدم مشاهدة هذه البرامج من غير احساس بنقص او ضغط، لان هناك من البرامج المفيدة والافلام الانسانية النافعة التي تأخذ من اولادي وقتاً طويلاً. 

س ـ هل تستمع الى الموسيقى؟ 

ج ـ الموسيقى والغناء الصاخب لاهل اللهو والطرب فلا وهو حرام عندنا، ولكن استمع احياناً للموسيقى الكلاسيكية واتذوقها وبالنسبة للعربية منها مؤخراً استمعت لاكثر من عمل للفنان نصير شمة. 

س ـ هل لك علاقات عاطفية خارج الحياة العائلية؟  

ج ـ الحياة الزوجية والعائلة مقدمتان عندي حتى على عمل المؤسسة ككل، فالبيت بالنسبة لي امر مقدس واعتقد انه من لم يمكنه تأمين الاستقرار في بيته لا يمكنه تأمينه لمجتمعه، فلا يصلح ان يكون مصلحاً، ولكن كما هو معروف فالعشق والغرام معجون بدم الرجال . 

س ـ يشاع بانك متزوج باخرى (اجنبية) ما صحة ذلك؟ 

ج ـ لا اساس لها من الصحة لا اجنبية ولا عربية ولا عجمية، وبالاساس فانا غير قادر على قيادة باخرتين في آن واحد. 

اجرى اللقاء معد فياض لصحيفة الشرق الاوسط، ونشر في يوم الاثنين 11/2/2002. 

 

∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗∗